قبـل النهـائـى الأفـريقى المرتقب وبينمـا أنا عـائد من الكلية ، ولأن الطـريـق من الكلية طـويلاً وصـادف ذلك عدم وجـود أحـد من أصدقـائى معـى جلست أفـكر وأتـذكـر ذكريـات البطـولة الأفـريقية العـام المـاضى وقتهــا كـان الأهـلى حـامل اللقب لبطـولة 2005
ولكنه لم يكن بقـوة 2005 نظـرا للإصـابات الكثيرة جـدا التى عـانى منهـا الفـريق وقتهـا ورغم هـذا تأهـل الأهلى لنهـائى دورى الأبطـال ليـلاقى فـريق الصفاقسى التـونسى القـوى ولكن هـذه المرة كانت المباراة الأولــى فى القـاهـرة وشـاءت الأقـدار أن تنتهى المبـاراة بالتعـادل الإيجـابى 1 - 1 وخـرج الكل يردد أن البطـولة قد ضـاعت وكـان هـذا قبل لقـاء العـودة فى رادس وبدلا من أن يسـاند الجميـع الأهـلى فى لقـاء العـودة تفننت جمـاهيـر الفــرق المنـافسة فى إظهـار الشمـاتة فى الأهـلى ،
فجمـاهير الزمــالك رفعــت عــلم الصفـاقسـى فى مبـاريات فريقهـا فى الدورى
بينمـا أخـرجت جمـاهيـر الإسمـاعيـلى مـا بداخلها وكأنها كانت تنتظر الفـرصـة للشمـاتة فى الأهـلى ، فلم تكتفـى بحمـل أعـلام تـونس والصفاقسـى بـل تغنت بإسم الصفاقسى أيضـا
وذهـب الأهـلى إلى رادس وسـط تمنيـات الفـرق المنـافسة بالخسـارة ، وكمـا هو متوقع وجـد الفـريق الشمـاتة قبـل اللقـاء فى تونس أيضـا وكيف لا يحـدث هذا !!!
وأقيمـت الاحتفـالات قبل أن تٌلعب المبـاراة الثـانية بـل أقيمـت بعد المبـاراة الأولـى فى القـاهرة !!
وجـاء ميعـاد المبـاراة ونـزل اللاعبون للتسخيـن ليجـدوا منظـر ولا أفظـع ، منـظر كفيـل بتحـريك الصخـر لا البشـر ، فـرعـون مصـرى يحمل الرقم 22 يقـدم الكـأس للصفاقسى وهو راكع له !!!
وبـدأت المبـاراة واستمـرت واستمـرت بل وقـاربت على الانتهـاء ولم يحـرز أحد هـدفا وهو ما يعنى ضيـاع البطـولة ، والتـوانسـة يتفنون فى إضـاعة الوقـت وقتـله كعـادتهم تـارة ، ويطلبوا من الجمـاهير الاحتفـال تــارة أخـرى إلى أن جـاءت الدقيقة 92 وقبل انتهـاء اللقـاء بثلاث دقـائق هبطـت الصـاعقـة على كـل الحـاقدين والكـارهيـن ، هبطـت العـدالة والمشيئة الإلهية على ستاد رادس
ويسـدد أبـو تـريكـة الذى صـوروه يقدم الكأس لهم وهـو راكع كرة صـاروخية بيسـراه لتسكن الشبـاك التونسية
وينتهـى الدرس الأهـلاوى الكبيـر ، درس قدموه فى كـل الصفـات الحميدة
الأخذ بالأسبـاب ، الثقة فى الله سبحانه وتعالى ، الإرادة ، احتـرام الخصـم ، الاجتهـاد ، والعـزيمـة وعـدم اليـأس
ليبقـى الدرس الأهم والأكبـر وهو ألا تـرد الإسـاءة بمثلها وأن تعفـو عند المقـدرة وهو ما قدمه نجـوم القـافلة الحمـراء ولم يظهـروا الشمـاتة ولم يهتمـوا بصـورة الفـرعون الراكع بل إهتمـوا وراعـوا مشـاعر منافسهم
وجـاءت لحظـة الحصـاد ، لحظـة الاحتفـال بالكأس الغـالية .. الغـالية جـدا
وعــاد الفـرسـان إلى أرض الوطـن ليجـدوا آلالاف من الأهلوية العـاشقين فى انتظـارهم للإحتفال بالكأس الغـالية ، الكأس التى ألقنت الجميـع درسـا قـاسيا لن ينسوه أبدا !!
وطـار الأهلى إلى اليـابان ، إلى تحدِ جديد وكبيــر
ولأن الكبيـر هـو من يتدارك أخطاءه فقد تدارك الأهلى أخطـاء مشاركته الأولى فى اليـابان وأبهـر العـالم وحصـد المركـز الثـالث وبـرونزية العالم ومعهـا تقدير وإحتـرام العالم أجمع
وعــاد العمالقة إلى أرض الوطن من جـديد ليجدوا احتفالا ولا أروع فى مناسبة ولا أجمـل شـرفت مصـر بل شـرفت الوطـن العـربى أجمـع
ولأن الأهـلى لا ينظـر إلى الماضـى ، فقد عــاد هذا العــام إلى نقطـة الصفـر من جـديد ولم يعيش كثيرا على إنجـاز العـام المـاضى بل نـظر أمـامه ليحقق إنجـازه السابق من جديد وخـاض الأهلى بطـولة دورى الأبطـال الحالية تحـت شعـار العـودة لليابان من جديد ولكن هذه المـرة كان الرهـان أصعب وأصعب
الكـل يحـلم بإسقاطه من القـمة وإحتلالها بدلا منه ، والكل يسعـى ويتمنى وهـو صـامد أمام الجميـع يسعـى للحفـظ على القمـة والريـادة فـى ظـل ظـروف أصعب كثيرا من البطـولات المـاضية ، فلاعبوه لم يحصلوا على راحة منذ 3 سنوات ويعـانون من الإجهـاد وتلاحق الإصابات بالإضـافة للضغوط التى يعانى اللاعبون منها فى أى من مبارياتهم الخـارجية والتـى تكفـى لهدم جبـل ، ولكن يبقـى الكبير كبير دائما !!!
وفـى مبـاريـات البطـولة الحـالية تعـرض الفـريق لضغوطـا كبيرة وأقصى فرق عريقة أمثال صن داونز والترجى التونسى وأسيك أبيدجـان الإيفوارى وتعـرض لاعبوه لكمية ضغوط رهيبة ولن ينسى أحـد الضغـوط التى تعـرض لها عصـام الحضـرى والفـريق كله فى السـودان من معـاملة سيئة وتكسيـر أتوبيس اللاعبين !!!
وكانت الكبـوة رغما عنا ، نتيجة الظـروف القهـرية والمحيـطة ولكنهـا كـانت كبـوة مطـلوبة أعادت التركيز للفريق وإستطـاع الفـريق التربع على عرش مجموعته بعد فوزه على أسيك أبيدجان الإيفوارى بثنائية نظيـفة
وإستطـاع عبـور الاتحـاد الليبى العنيد فى الدور قبل النهـائـى ، ليصـل إلى المحطـة الأخيـرة قبل الذهـاب لليابان
المحطـة الأخيـرة والخطيـرة وقبـل مباراة الذهـاب فى سـوسة ، خـرج علينا مدرب النجم السـاحلى ليقول لنا أن الأهلى فريق عـواجيز ولم يكن يستحق الوصول للنهـائى وأنه سيسحقه سحقا فى سوسة !!!
وكعـادته الفـريق الأهلاوى لم يرد شفويا ، وكان الرد فى الملعب ، الملعب الذى كـانت تغطيه صـورة كبيـرة فيهـا يقدم أبو الهول الكأس للنجم الساحلى ، وكأنهم لم يتعلموا مما سبقوهم !!!
وانتهى الشـوط الأول فى سوسة ولم يستطع فـريق الأحـلام والطموح التونسى إحراز أيه أهداف فى الفـريق العجـوز الذى لا يستحـق الوصول للنهـائى !!!
وقـدم الفــرسـان الحمر درسـا كبيـرا فى إحتـرام الخصم وإعطاء كل ذى حقٍ حقه ورفضوا الاحتفال بالبطولة مبكـرا وأجلوا الاحتفـال إلى ما بعـد لقـاء العـودة فى ستـاد القـاهرة ويعـود الفرسان لمبـاراة الإسماعيلى فى الدورى قبل مبـاراة النهـائى الثانية والتى يخوضها الفريق وعينه على النهائى بينما كـانت مدرجـات الإسمـاعيلى تحمـل العلم التونسى !!!
قمــة الروح الرياضية من جمـاهير الإسماعيلى
علم تونس فى مدرجات الإسماعيلى !!
من الممكن أن تكون قلة كما يقول البعض
ولكن لماذا أيضا تكون قله
وإن كنت أشك أنهم قلة !!
لماذا ؟؟؟
لا أمانع أن يتمنى أحد من مشجعى الفرق الأخرى خسارة الأهلى
وإن كان ذلك غير مطلوب بالمرة !!
ولكن لدى بعض من اصحابى سواء الزملكاوية والاسماعلاوية يتمنون الخسارة
ولن أقول أن الكثيرين من الأهلاوية لا يكون لديهم نفس الشعور فى مواقف مماثلة
ولكن لا تصل للذهاب للمدرجات بعلم الفريق المنافس !!
مشــهد أكره مشاهدته سـواء من جمـاهير الاسماعيلى أو الزمالك أو أى جمـاهيـر أو جمـاهير الأهلى حتى !!
ولكن لا أتذكر أن قامت جمـاهير الأهلى بهـذا من قبل
شكـرا جمـاهير الإسمـاعيلى !!
وشكـرا أمن الإسماعيلية على تمزيق أعلام الأهـلى !!
ألا ترون أن يكـون كل هـذا دافع لحصد البطـولة للعام الثالث على التوالى ؟
وهـل كل هـذا النجـاح يأتى من فراغ ؟
هيــا يا أهلوية لنساند فريقنا بأقصى ما لدينا
لنملأ ستاد القاهرة عن آخره ونسـاند فريقنا حتـى نهـاية المبـاراة
لنؤكد المقـولة المؤكدة أصلا الأهلى .. سعد زغلول بناه
التتش رباه
صالح سليم علاه
60 مليون وراه
وبإذن الله تعــالى البطـولة أهلاوية للعام الثــالث على التوالى
بعـد أن وصـلت لهـذه النقطـة وجـدت السـائق يقول حمد الله على السلامة يا جماعة الأخـر []
عفوا ....هذا زمن الأهلى