أولاً : قراءة القرآن على الأموات : ولا سيما سورة الفاتحة :
1- لأن القرآن أنزله الله للأحياء ليعملوا به ، لا للأموات ، قال الله
تعالى عن القرآن : {لِيُنذِرَ مَن كَانَ حَيًّا} ، وفي الحديث : قال (إذا
مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث : صدقة جارية ، أو علم ينتفع به ، أو
ولد صالح يدعو له) .
2-…ذكر ابن كثير في تفسير قول الله تعالى : {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى}
فقال : أي كما لا يحمل عليه وزر غيره ، كذلك لا يحصل من الأجر إلا ما كسب هو لنفسه .
ومن هذه الآية الكريمة استنبط الإمام الشافعي رحمه الله أن القراءة لا يصل
إهداء ثوابها للموتى ، لأنه ليس من عملهم ، ولا كسبهم ، ولهذا لم يندب
إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته ، ولا حثهم عليها ، ولا أرشدهم
إليه بنص ، ولا إيماء ، ولم ينقل ذلك عن أحد من الصحابة ، ولو كان خيراً
لسبقونا إليه .
وباب القربات يُقتصر فيه على النصوص ، لا يتصرف فيه بأنواع الأقيسة والآراء .
فأما الدعاء والصدقة فذلك مجمع على وصولهما ، ومنصوص من الشارع عليها .
3- وسمعت امرأة سورة الفاتحة من الإذاعة فقالت : أنا لا أحبها ، لأنها
تذكرني بأخي الميت ، وقد قرئت عليه ( لأن الإنسان يكره الموت وما يلوذ به)
.
4- لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته أنهم قرأوا الفاتحة ، أو
غيرها على الأموات ، بل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لأصحابه عند
فراغه من دفن الميت : (استغفروا لأخيكم ، وسلوا له التثبيت فانه الآن
يسأل) .
5- لم يُعلم الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته أن يقرأوا الفاتحة عند دخول
المقبرة ، بل علمهم أن يقولوا : ( السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين ،
وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، أسأل الله لنا ولكم العافية) . - أي
العذاب- .
فهذا الحديث يُعلمنا أن ندعو للأموات بالعافية من العذاب ، لا أن ندعوهم أو نستعين بهم .
6- لقد أنزل الله القرآن ليقرأ على من يُمكنهم العمل من الأحياء ، أما
الأموات فلا يستطيعون العمل به : قال الله تعالى : {إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ
الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ
يُرْجَعُونَ}.
أي : إنما يستجيب لدعائك يا محمد من يسمع الكلام ويعيه ، أما الكفار فهم موتى القلوب ، فشبههم بأموات الأجساد .
منقول للفائده