يا ويلي ..
هل سيبقى هنا ..
وتلفت حولي فلم أجد أحدا يسمع صرخاتي ..
أين انتى يا أماه ..؟
وارتعدت فرائصي خوفاً من ذلك الوحش شمشون ورايته وقد بدأ فى البحث عنا فى أرجاء الدكان الصغير وبدا يدس انفه الكبير بين الشقوق بحثا عنا ..
وشعرت أن نهايتي قد اقتربت وأنى سأموت على يد ذلك الوحش بل سأموت خوفا قبل أن يلمسني ، كل ما كنت أفكر فيه كيف أرى وجه أمي قبل أن القي حفتى . وشعرت به يقترب منى ، دس انفه الكبير بداخل بيتنا الصغير ، شعرت بأنفاسه تحرقني وشواربه الطويلة سيوف تطعنني .
وبدأ شمشون فى إطلاق صيحاته المعروفة عندما ينجح فى العثور على احدي ضحاياه المسكينة وبدأت عقارب الساعة تعلن النهاية . وبدأ شمشون فى محاولة القبض على بمخالبه القوية ..
وفجأة تراجع شمشون وصوت المواء يملأ المكان كأنه زئير احد الأسود ، ولكن لما تراجع وتركتني ولماذا يصيح هكذا ..؟
وحاولت التحرك لاستطلع الأمر ..
فوجدت شمشون يعدو خلف امى المسكينة وهى تحاول الهروب والمدعو برعي تعلو وجه علامات السعادة ويردد عبارات التشجيع للوحش شمشون ويحمسه أن يفتك بامى البائسة ..
وفى ثواني معدودة كانت امى بين أنياب شمشون ..
أماااااااااااااااااااااااااااااااااااه
.............................................
ووقفت حائر لا اعرف ما أصابني لماذا لم أتحرك لأدافع عن أخر ما تبقى لي بهذا العالم ..؟
فانا جبان نعم أنا جبان ..
وانهمرت دموعي ، ووجدت الضحكات تتعالى من برعي ويلقى بعبارات الثناء للوحش الكبير وقام بإحضار طبق كبير من السمك قدمه مكافأة عن حسن صنيعه .
وقتها أخذت قراري بان ارحل عن ذلك المكان واترك كل ما فيه من ذكريات حزينة .
وبمجرد أن بدا الجو فى الهدوء تسللت هربا من بيتي الصغير وأطلقت لساقي العنان إلى الدنيا الواسعة . كانت تلك هي المرة الأولى التي أغادر فيها كان عمن برعي إلى الشارع الفسيح ، لم أكن اعلم انه بهذا الزحام ، مئات الأشخاص يسيرون وعشرات السيارات ، وقررت أن أبدا حياتي فى مكان أخر بعيدا عن دكان عم برعي وعن تلك الحارة الصغيرة التي بها الدكان ، سأذهب إلى احدي المناطق الراقية .. ربما الزمالك أو المعادى لا بل الأفضل جاردن سيتي .
وركبت فوق أول تاكسي ذاهب إلى هناك يالا روعة المكان وجماله حقاً رائع وهادئ للغاية ، بالتأكيد هنا لن أجد أمثال برعي وشمشون .
وبدأت البحث عن مكان اسكن به ، ولكن لا يوجد هنا دكاكين .. إذا سأبحث عن بيت راق لأسكن به وانعم بالراحة .. ووقع اختياري على إحدى الفيلات الراقية هناك ، نعم فانا أهوى الأماكن الواسعة . وبدأت فى البحث عن مكان صغير يحتويني بداخل هذا البيت الكبير ، ولكنى لم استطيع أن أجد اى مخبأ فى ذلك المكان فوق مرتب ومنظف للغاية ، وكدت أن افقد الأمل فى العثور على مكان هنا ، حتى وجدت تلك الغرفة البعيدة ربما هي غرفة حارس الفيلا . ليكن المهم أنى هنا فى ذلك المكان الرائع ويكفى أن تلك الغرفة تطل على تلك الحديقة الغناء .
وبعد تعب شديد خلدت الى النوم لاحاول فى الصباح ان اتعرف على من اسكن معهم وابحث عن طريقة لاسد بها جوعى .
...................................
ومع اشراقة الصباح الجديد استيقظت كعادتى وتسللت فى هدوء الى داخل البيت الكبير ، حقاً كم هو رائع .. وشققت طريقى الى المطبخ وجدته ممتلئ بالعيد من الاشخاص .. ترى كل هؤلاء يعملون هنا .. اذا كم عدد الاشخاص الذين يسكنوا هذا الصرح الكبير ، وبدات فى التقاط افطارى مما يتساقط فوق الارض من الكيك والبسكوت حقاً كم اهوى العيش بالقصور ..
ودفعنى الفضول الى الخروج لاتعرف على صاحب هذا المكان .. فوجدته رجلا عجوز ولكن علامات الثراء محفورة فوق تقاسيم وجه ،ترى هل يعيش وحده .
وسمعت احدى الاشخاص العاملين يقول له صفوت بيه ، كنت اعلم ان البهوية اتلغت منذ عصر قديم ، لا يهم .
وطاب لى العيش فى فيلا صفوت بيه ، ولم يكن يعكنن صفو حياتى الا ذلك المدعو عنتر وهو إحدى كلاب الحراسة ، ولكن لايهم فى بالتأكيد هو ارحم من شمشون بكثير ، ومن الافضل ألا يعلم بوجودى .
وذات مساء وانا مستلقى فوق الحشائش فى الحديقة انظر الى القمر والنجوم وأكل بعضاً من الجاتوه ، ترامى الى اذنى بعض الاصوات .. انزعجت كثيراً وظننت ان عنتر قد اكتشف مكانى ، ولكنه لم يكن عنتر انهم شخصان غرباء .. ترى من يكونوا وما سر تلك الزيارة لقصرى فى ذلك الوقت المتأخر ..
وقررت ان استطلع الامر وذهبت خلفهم فى هدوء ..
وبدؤا فى التسلل الى البيت من الباب الخلفى .. انهم لصوص يا ويلى .. لصوص ..
ايها الساكنين بهذا البيت يوجد هنا لصوص .
ترى ماذا افعل ...؟
وصعدت درجات السلم المؤدية الى حجرات النوم خلفهم .. وقبل ان اصل سمعت صرخات عالية من صفوت بيه .. ووجدت اللصوص يهرولون سريعاً وخلفهم يعدو صفوت بيه وما ان رأ،ى حتى صرخ بوجهى مرة اخرى ، وتزحلق من فوق السلم الطويل ، ليسقط جثة هامدة ..
وقفت حائر شارد الذهن لا اعرف ماذا يحدث فكل الاحداث تحدث بسرعة البرق ، ووجدت الخدم جمعيا يصرخون ويبكون على وفاة صفوت بيه . وحاول احدهم ضربى بالعصا ولكنى هرولت سريعاً وعدت الى حجرتى الصغيرة .. وانا لا اعلم لماذا كان يريد ذلك الشخص قتلى ..
وما هى الا ساعات وامتلئ المكان برجال الشرطة ليحققوا فى الامر ، كنت اود ان اصرخ للجميع اللصوص هم السبب ، ولكنى فؤجئت بالجميع يلقوا بالتهمة على شخصى الضعيف ..
نعم الفار هو السبب هو من جعل البيه يخاف ويحاول ان يقتله فانزلقت قدمه من فوق السلم ولقى حفته .. نعم الفار هو السبب ..
كان هذا حديثهم جمعياً ..
اصبحت انا القاتل .. يا ويلى
يتبع